وقفة احتجاجية تصعيدية لمديري التعليم الابتدائي أمام مقر أكاديمية جهة فاس-مكناس (صور)

فإركان الفرقاء الاجتماعيين، وجمعيات المجتمع المدني المهنية جانبا بالتهميش ، أفلس وأفرغ الحوار الاجتماعي من مضمونه الدستوري وعرفه الديموقراطي  . وتم نقله إلى مستوى البهرجة الشعبوية وكفى . فلا مقاربة تشاركية تلف عنق الحكومة مع الفرقاء الاجتماعيين بالتعاقد والتدبيرالتواصلي لكل الملفات ذات الحساسية القصوى . ولا أجندة مضبوطة لحكومة تحترم صيغ الحوار كمسلك حضاري ونهج ديمقراطي يحافظ على هالة السلم الاجتماعي الذي تعيشه المملكة .

إن الحوار الذي تبشر به الحكومة الحالية ، هو حوار القشة الفارغة التي لا تسمن ولا تغني من غرق ما تم تأسيسه من مكاسب الحوار الاجتماعي . فحين أصبح الحوار قشة بيد الحكومة ، خرج الرفض من كل فج عميق .

 بهذا الاكراه ، خرجت الجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي بالمغرب بقرارات نضالية بعد أن أعياها التماطل والتسويف الإرجائي . الحركة الاحتجاجية جاءت تنفيذا لقرارات المجلس الوطني الاخير. وهي القرارات الحكيمة التي اتسمت بالتدرج بين حركة التعبئة داخل الأقاليم/النيابات التعليمية ، إلى اتساع دائرتها الى ما هو جهوي ثم وطني.

المحطة الثانية همت الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ، ونظمت يوم الخميس 14 يناير2016 تحت شعار موحد على الصعيد الوطني " لا إصلاح دون تسوية الوضعية النظامية لمدير(ة) المؤسسة التعليمية ".

 توحدت الكلمة بجهة فاس – مكناس، كما في الجهات الوطنية الإحدى عشرة ، ورفع المحتجون خلال الوقفة التي دامت ساعتين لافتات تتضمن عبارات الغبن التي تلاقيها الادارة التربوية الابتدائية من قبل الوزارة الوصية . ورددوا شعارات تحمل بين ثناياها صوت المدير(ة) ، وتدين كل التعسفات الممنهجة التي تصيب المدرسة العمومية المغربية وتطيح بملامحها الكلية . إنها وقفة الإشارات القوية للحكومة والوزارة الوصية ،ولمن يهمه أمر الاصلاح التربوي . فالتنصل بلا مبرر عن فتح حوار جاد و مسؤول مع الجمعية كممثل شرعي لفئة الإدارة التربوية بالابتدائي هو من حركة قطار الخروج إلى الشارع لنيل المطالب الغلاب .

وقفة لمت شمل تسع نيابات بجهة فاس – مكناس . وفاق العدد الحاضر (600) . وبصوت واحد " المدير هاهو..الإطار فينا هوا..." ، وتم اختتام الوقفة بكلمة المكتب الجهوي، سلط الضوء فيها على مسار تعثرات ملف الادارة التربوية الابتدائية .

وفي حوار مع السيد عبد الرحيم النملي رئيس المكتب الوطني للجمعية، فقد أكد فيه نجاح الوقفة الجهوية  بفاس ، و" أبلغ شكره للمنابر الإعلامية التي ساندت الوقفة ... والتي سطرها المجلس الوطني بتاريخ 28 نونبر 2015 بازرو ، بتقريره لبرنامج نضالي ابتدأ من الوقفة الاحتجاجية على مستوى النيابات ، ثم الآن على مستوى الأكاديميات ، وفي 29 فبراير 2016على مستوى الوزارة . وكذلك ستكون مسيرة وطنية في الأسابيع المقبلة ان شاء الله ."

فيما سياق الوقفات ، والبرنامج النضالي المستقبلي ، فقد كان جواب السيد رئيس الجمعية " نظرا لعدم فتح الحوار من طرف الوزارة مع الجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي بالمغرب والذي طالبنا به وراسلنا الوزارة عدة مراسلات في شان مواضيع مختلفة ... حتى تشركنا في الحوار، وتشركنا في اللقاءات التي تعقدها مع الفرقاء الاجتماعيين ، باعتبار أن ملفنا ، ملف الإدارة التربية لا يكمن أن يناقش إلا بحضور الجمعية . كذلك طالبنا الوزارة بتسريع إخراج النظام الأساسي الذي يتضمن الإطار للإدارة التربوية  ،وطالبنا بالدعم الإداري،  والتدبير المفوض، والحركة الجهوية . ومطالبنا بالنسبة للوزارة ليس لها تكلفة مادية . كذلك طالبنا أن نشارك في تأسيس وتتبع الرؤية الاستراتيجة ، وكل ما يتم تنزيله من إصلاح من طرف الوزارة ،على اعتبار أن الإدارة التربوية هي امتداد للوزارة . إذا ، نطالب بالحوار وان لم يفتح الحوار سننزل برنامجا نضاليا سيكون شائكا."

فيما حملت كلمة المكتب الجهوي ، الشكر الموصول لكل الإطارات النقابية المساندة لنضالات الادارة التربوية الابتدائية  ، مع دعوة صريحة لكل النقابات الوطنية ، وكل الفعاليات إلى تشكيل جبهة وطنية لمساندة ودعم الإدارة التربوية في معاركها النضالية من أجل تحقيق مطلب الإطار والمساهمة في الإصلاح الشامل للمنظومة التربوية ، والرقي بالمدرسة العمومية نحو المنافسة التربوية الجيدة  .

متابعة محسن الأكرمين